By Emanuele Venturoli| Posted يونيو 21, 2025 | In الفورمولا 1, فورمولا1
هل تحتوي سيارات F1 على نظام توجيه آلي؟
تم تجهيز سيارات الفورمولا 1 ذات المقعد الواحد بنظام التوجيه المعزز، وهو نظام يسهّل التوجيه من خلال تقليل الجهد المطلوب من السائق. ويُعدّ هذا المكوّن ضرورياً للتعامل مع القوى الجانبية العالية المتولدة أثناء الانعطاف بسرعات عالية حيث تضعنا قوة الجاذبية على المحك.
تاريخ التوجيه المعزز
تعود أصول نظام التوجيه المعزز إلى أواخر القرن التاسع عشر. ففي عام 1876، اقترح مخترع يدعى فيتس براءة اختراع أولية لنظام توجيه معزز ولكن دون نجاح تجاري. وفي وقت لاحق، في عام 1902، حصل فريدريك دبليو لانشستر على براءة اختراع لنظام مساعد هيدروليكي في المملكة المتحدة، ولكن دون أن يحقق نجاحاً تجارياً كبيراً. في عشرينيات القرن العشرين، قام فرانسيس دبليو ديفيس، وهو مهندس في شركة بيرس-أرو للسيارات بتطوير نظام توجيه هيدروليكي معزز لتسهيل قيادة سائقي الشاحنات. وقد أدى عمله إلى تركيب أول نظام توجيه آلي في سيارة كاديلاك في عام 1931.
وقد تسارع انتشار نظام التوجيه المعزز خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تم اعتماده في السيارات العسكرية لتحسين القدرة على المناورة. وبعد الحرب، في عام 1951، قدمت كرايسلر نظام ”Hydraguide“ في سيارة كرايسلر إمبريال، مما جعل نظام التوجيه المعزز متاحاً لعامة الناس. ومنذ ذلك الحين، أصبح نظام التوجيه المعزز ميزة قياسية في معظم السيارات… ولكن ليس في السباقات حتى التسعينيات.
التوجيه المعزز و F1، الخطوات الأولى.
تم إدخال نظام التوجيه المعزز في الفورمولا واحد في أوائل التسعينيات. كانت سيارة ويليامز FW15C طراز 1993 واحدة من أولى السيارات ذات المقعد الواحد التي استخدمت هذا النظام، حيث صُمِّم لمساعدة السائقين آلان بروست ودامون هيل اللذين لم يكونا يتمتعان بنفس القوة البدنية التي كان يتمتع بها سلفهما نايجل مانسيل. جرت المحاولات الأولى في العقد السابق؛ ففي عام 1981، جربت سيارة لوتس 88 التي كان يقودها كولين تشابمان نظام التوجيه المعزز، وإن كان بشكل أقل تطوراً.
الفورمولا 1 الحديثة
يُعدّ التوجيه المعزز اليوم مكوّناً أساسياً في سيارات الفورمولا 1، ويوفر وجوده العديد من المزايا. أولاً وقبل كل شيء، يسمح للسائقين بالتفاوض على المنعطفات بدقة أكبر، مما يقلل من الإرهاق أثناء السباقات، خاصةً عندما تجري هذه السباقات في ظروف جوية صعبة. كما يسمح أيضاً بمزيد من الحساسية والتحكم، وهو أمر بالغ الأهمية عند دفع السيارة إلى أقصى حد.
يكون نظام التوجيه المعزز في الفورمولا 1 هيدروليكياً بشكل عام، وهو مدمج مع أنظمة أخرى مثل علبة التروس والقابض، ولا يستخدم أي مكونات إلكترونية؛ وتعديله معقد للغاية. بعض السائقين حساسون بشكل خاص لـ ”الإحساس“ الذي يوفره نظام التوجيه المعزز، ويمكن أن يؤثر تكيفهم مع الجهاز بشكل كبير على الأداء.
نظام التوجيه المعزز في الفورمولا 2 والفورمولا 3
لا تحتوي سباقات الفورمولا 2 (F2) والفورمولا 3 (F3) على نظام توجيه آلي. على سبيل المثال، تم تصميم سيارات الفورمولا 2 بدون هذا النظام، مما يتطلب من السائقين بذل المزيد من الجهد البدني للمناورة بالسيارة. وهذا يجعل القيادة أكثر صعوبة، خاصةً في المنعطفات الضيقة أو عند السرعات المنخفضة، حيث يشعر السائقون بغياب الجهاز بشكل أكبر ويتعين عليهم الاعتماد على قوتهم البدنية للتحكم في السيارة.
وهذا يتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية، خاصةً من حيث قوة الذراعين والكتفين. قد يجد السائقون الأقل قوة بدنية صعوبة في ذلك، خاصةً في نهاية السباق، عندما يبدأ الإرهاق في الظهور وقد تتأثر دقة القيادة.
كان غياب التوجيه المعزز في F2 وF3 موضع نقاش، حيث يمكن أن يكون عائقاً لبعض السائقين.
الآثار المترتبة على الطيارين النساء
ويثير عدم وجود نظام التوجيه المعزز في فئتي الفورمولا 2 وفورمولا 3 تساؤلات حول المساواة في الوصول إلى السائقات الطامحات إلى الفورمولا 1. على الرغم من عدم وجود اختلافات تشريحية تمنع النساء من المنافسة على أعلى المستويات، إلا أن غياب المساعدة في التوجيه قد يشكل تحدياً أكبر للسائقات اللاتي يتطلبن مستوى عالٍ من اللياقة البدنية. وينظر الاتحاد الدولي للسيارات في إجراء تغييرات تقنية لجعل هذه الفئات أكثر سهولة، بما في ذلك إدخال نظام التوجيه المعزّز من أجل تعزيز المزيد من الشمولية في هذه الرياضة.
أحدث الملاحظات على نظام التوجيه المعزز
أحدث التوجيه المعزز ثورة في الطريقة التي يتفاعل بها السائقون مع سياراتهم، حيث يوفر تحكماً أكثر دقة ويقلل من الإرهاق البدني. وفي حين أنه مكوّن قياسي في الفورمولا 1، فإن غيابه في الفورمولا 2 والفورمولا 3 يمثل تحدياً إضافياً للسائقين، خاصةً النساء اللاتي قد لا يتمتعن بالقوة البدنية الكافية. إن فهم هذه الاختلافات أمر ضروري لتقدير المهارات المختلفة المطلوبة من السائقين في مختلف فئات رياضة السيارات.
يمكن أن يساعد إدخال نظام التوجيه المعزز في هذه الفئات في تحقيق تكافؤ الفرص، مما يعزز التنوع والاندماج في رياضة السيارات.