بتروناس – مرسيدس فورمولا 1: إنشاء شراكات رائعة من صفقات الرعاية

تُعد الشراكة بين بتروناس ومرسيدس خير مثال على حقيقة أن الشراكات يجب أن تتحول إلى شراكات من أجل تحقيق أقصى قدر من المكاسب. فقد ساعدت كلتا العلامتين التجاريتين بعضهما البعض على الفوز في مجالاتهما…

أصبحت بتروناس الشريك الرئيسي والتقني لفريق مرسيدس-AMG للفورمولا 1 في عام 2010. ونتيجة لذلك، أصبح الفريق يُعرف باسم فريق مرسيدس-AMG بتروناس للفورمولا 1. وهي شركة عالمية للطاقة والحلول تتشارك أهدافاً مماثلة لأهداف صافي الكربون الصفرية مع الفورمولا 1– مما يجعل هذه الشراكة طبيعية تماماً. ومع ذلك، لم يكن الكثيرون يتوقعون أن تكون الشراكة بين بتروناس ومرسيدس ناجحة كما كانت.

بفضل خبرة الشركة الماليزية وابتكاراتها، فاز فريق مرسيدس-AMG للفورمولا 1 بـ 8 بطولات متتالية في فئة الصانعين (2014-2021) و7 بطولات متتالية في فئة السائقين (2014-2020). إذا لم يكن نجاحهم على الحلبة كافياً لإقناعك بنجاح الشراكة، فربما يكون التمديد الجديد الذي تبلغ قيمته 75 مليون دولار سنوياً كافياً. إن اتفاقهما الجديد، الذي يستمر حتى 2026، دليل على مدى سعادة العلامتين التجاريتين بالعمل معاً.

لقد سلّط نجاحهم الضوء على مفتاح نجاح الرعاية، وهو أن تتطور الرعاية إلى شراكات. قال توتو وولف، الرئيس التنفيذي لفريق مرسيدس-AMG بتروناس للفورمولا 1، بعد العمل معاً لأكثر من عقد من الزمان، “لم يعد فريقنا وبتروناس مجرد شركاء، نحن عائلة واحدة، وسنكون فريقاً واحداً لسنوات عديدة قادمة”.

لا يبدو أن هذه الصداقة ستنتهي في أي وقت قريب حيث تعهدت بتروناس أيضاً بدعم مرسيدس في هدفها لخفض انبعاثات الكربون. وقد التزموا بتطوير أنواع وقود أكثر استدامة. ألقِ نظرة على جميع ميزات هذه الشراكة وتعرف على السبب الذي جعل بتروناس تقرر رعاية مرسيدس.

كيف تستفيد بتروناس؟

لم تكن بتروناس بالتأكيد شركة صغيرة قبل الشراكة مع مرسيدس في عام 2010. يقع مقرها في ماليزيا، وهي أكبر كيان مؤسسي في البلاد، ولطالما كانت واحدة من أكبر الشركات في جنوب شرق آسيا بأكملها. وهي تسيطر على جميع موارد الغاز والنفط في ماليزيا وتعمل في 35 دولة. ويرمز إلى حجم الشركة برجي بتروناس الشهيرين، وهما زوج من ناطحات السحاب في كوالا لمبر بماليزيا – يبلغ ارتفاعهما 1,438 قدماً (451.9 متراً)! ومع ذلك، اقتصرت هيمنة بتروناس إلى حد كبير على جنوب شرق آسيا. كانت سيارات مرسيدس هي وسيلة بتروناس لدخول السوق العالمية، ومن المؤكد أنها دخلتها بأسلوب أنيق.

تتمتع بتروناس بمزايا رعاية أحد أفضل فرق الفورمولا 1. الفورمولا 1 هي واحدة من أسرع الرياضات نمواً في العالم، وبفضل مبادرات التسويق مثل Drive to Survive Netflix، أصبحت الفورمولا 1 نفسها علامة تجارية عالمية. ونظراً لأن بتروناس ترعى أحد أكبر الفرق في هذه الرياضة، فإنها بالطبع تجني المكافآت التي تأتي مع هذا النمو.

لا يمكنك مشاهدة سباق فورمولا 1 دون أن ترى شعار بتروناس، سواء كان ذلك على سيارات مرسيدس أو على معدات السائقين. وقد أدى ذلك إلى زيادة شهرة العلامة التجارية عالمياً بشكل كبير، كما يتضح من الأرقام التي أصدرتها في عام 2016 لتبرير مشاركتها في الفورمولا 1. فوفقاً لتقرير بتروناس، فقد حققوا 901.08 مليون دولار أمريكي من الظهور الإعلامي العالمي خلال موسم 2015 من الفورمولا 1. يقيس هذا الرقم مدى ظهور العلامة التجارية في سباق الفورمولا 1 وجميع وسائل الإعلام التي تحيط بيوم السباق، بما في ذلك أشياء مثل يوتيوب والأحداث التلفزيونية البارزة. هذا الرقم الذي يقترب من مليار دولار يعني أن ظهورهم الإعلامي ارتفع بنسبة 400% من عام 2012 إلى عام 2015، مما جعلهم أكبر شركة نفط وغاز في الفورمولا 1.

سيكون هذا القدر من النمو في فترة 3 سنوات فقط مفاجأة غير متوقعة لشركة بتروناس، وهو دليل على قوة الرعاية الرياضية. كما أنه يفسر أيضاً القفزة في قيمة شراكتهما – حيث أفادت التقارير أن قيمة الصفقة الموقعة في عام 2010 كانت تبلغ 30 مليون دولار سنوياً، في حين أن قيمة الاتفاقية المحدثة تصل إلى 75 مليون دولار سنوياً! (وفقاً لمجلة فوربس)

تمتد فوائد الشراكة مع مرسيدس إلى المستوى التقني. وتتضمن شراكتهم أكثر من مجرد وضع شعار بتروناس على سيارات مرسيدس، فهم الشريك التقني للفريق. وهذا يعني أنها توفر الوقود ومواصفات السيارة الأخرى. قد يتساءل المرء كيف يفيد هذا الأمر شركة بتروناس… حسناً، لقد جعلت من حلبة السباق ساحة اختبار للوقود ومواد التشحيم الأكثر كفاءة. ستجد شركة النفط صعوبة في إيجاد بيئة أفضل لإجراء الأبحاث والتطوير.

ما الذي اكتسبته مرسيدس من رعاية بتروناس

تعود جميع الرعايات الرياضية بالفائدة المالية على الفرق الرياضية/الرياضيين. فالرعاية المعتادة هي أن ترتدي الفرق شعار العلامة التجارية مقابل مبالغ مالية كبيرة، إلا أن شراكة بتروناس مع مرسيدس فريدة من نوعها. فبتروناس هي أكثر من مجرد راعٍ آخر لمرسيدس، فهي جزء من الفريق ولعبت دوراً كبيراً في هيمنته على سباق 2010. وباعتبارها الشريك التقني، فقد زودت الفريق بحلول تكنولوجيا السوائل – الوقود ومواد التشحيم الأكثر فعالية.

وبمساعدتهم حقق فريق Mercedes-AMG Petronas للفورمولا 1 8 بطولات عالمية متتالية للصانعين. هذه الهيمنة من عام 2014 إلى عام 2021 لم يسبق لها مثيل في الفورمولا 1، وخلال هذه الفترة نفسها فاز سائق مرسيدس-AMG ببطولة العالم للسائقين 7 مرات. وقد تضاعف هذا النجاح عندما عادل سائق الفريق الرئيسي وأيقونة الفورمولا 1، لويس هاميلتون، الرقم القياسي لمايكل شوماخر في الفوز بـ7 بطولات عالمية. لن يكون من المبالغة القول إن بتروناس ومرسيدس قد صنعتا التاريخ معاً على الحلبة.

تتماشى بتروناس أيضاً مع هدف مرسيدس في أن تصبح أكثر استدامة في ضوء تنامي مشكلة التغير المناخي. فقد أعلنتا العام الماضي عن تمديد مبكر لصفقتهما التي تنتهي في عام 2026، وهو ما سيجعلهما يعملان معاً من أجل الوصول إلى وقود مستدام بنسبة 100% عند تطبيق اللوائح الجديدة للفورمولا 1. وعلاوة على ذلك، وبينما تتجه الفورمولا 1 بأكملها نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية، ستشهد لوائح المحركات الجديدة تحويل 50% من وحدات الطاقة في السيارات إلى كهربائية. يؤكد التمديد المبكر لاتفاقهما على رغبة الشركاء في التمسك ببعضهما البعض خلال الفترة القادمة من التطور في الفورمولا 1.

يجب أن تكون بتروناس ومرسيدس مثالاً يُحتذى به للعلامات التجارية التي تتطلع إلى تحقيق أقصى استفادة من الرعاية الرياضية. وقد لخص توتو وولف شراكتهما بشكل جيد قائلاً: “منذ عام 2010، تأسست علاقتنا مع بتروناس على قيم الشراكة الحقيقية: الثقة والصدق والطموح المشترك”.